امريكا شيكا بيكا وممارسه حقوق الانسان بالعديد من الانتهاكات اللاانسانية
في الوقت الذي تُنَصِب امريكا نفسها وصية على حقوق الإنسان في العالم، تقوم بالعديد من الانتهاكات اللاانسانية بحق البشر على امتداد المعمورة وحتى في الداخل الامريكي. فسجل واشنطن بجرائم حقوق الانسان لا تعد ولا تحصى بدءاً من القاء القنابل الذرية على اليابان في مدينتي هيروشيما وناجازاكي ابان الحرب العالمية الثانية وصولاً الى التاريخ الناصع السواد في حرب الفيتنام وما تلاها من كل الحروب التي خاضتها وتخوضها واشنطن في العراق وأفغانستان وصولاً الى الجرائم البشعة التي نراها بين الفينة والأخرى داخل امريكا وما تقوم به السلطات من ممارسات لاأخلاقية بحق مواطنيها السود والتي يدمى لها جبين البشرية فضلاً عن الانتهاكات القائمة على التمييز العنصري ضد العرب والمسلمين.كل هذا وذلك يحصل بحيث أن التمييز العنصري وصل في امريكا إلى مراحل خطيرة، ولكن تستطيع واشنطن وبحفنة من المال شراء ذمم الكثيرين وخاصة الحلفاء الذين نراهم صامتين ولا يتحدثون في مجلس حقوق الإنسان عن ذلك ولا عن برامج التعذيب التي يستخدمها الأمريكيون وعرفها العالم.مقتل جورج فلويد نموذج صارخ لانتهاكات الشرطة لحقوق الانسان
اذا هذه الازدواجية الامريكية ليست جديدة ولا تفارق واشنطن عادتها في إصدار التقارير التي تدين انتهاك حقوق الإنسان في عديد من الدول، لا تستثني دولة دون أن تدينها بانتهاكات لحقوق الإنسان على أراضيها، منصّبة نفسها مجدداً كقاض لحقوق الإنسان في العالم. متناسية ممارسات أجهزة الشرطة الامريكية مع المواطنين وحرية التعبير التي تتشدق بها. فهل يخبرنا العم سام ماذا حل بمنظمة احتلوا وول استريت السلمية وكيف قمعت واعتقلت؟ أم يحدثنا عن العنف المتزايد بحق المواطنيين السود حيث لا يكاد يمر اسبوع دون نشر خبر هنا وفديو هناك يظهر رجال الشرطة الامريكية وطريقة قتلها للسود بطرق وحشية وبدم بارد. كان اخرها قبل أيام حيث أظهر شريط فيديو بث على الانترنت الأحد مقتل رجل مشرد برصاص الشرطة في لوس انجلوس، كما أفادت وسائل اعلام محلية والفيديو الذي بث على موقع فيسبوك يظهر شجارا عنيفا بين رجل ورجال شرطة في حي سكيد رو الفقير والواقع قرب وسط المدينة. ويأتي بث هذا الشريط بعد حوادث عديدة شهدتها مدن امريكية في الاونة الاخيرة وقتل فيها رجال سود برصاص رجال الشرطة مما اعاد الى الواجهة جدلا مستحكما حول العنصرية في اوساط قوات الامن والمساواة في النظام القضائي وادى لنزول آلاف المتظاهرين الى الشوارع في نهاية 2014. كما تم استدعاء حاكم ولاية مينيسوتا الأمريكية الحرس الوطني للمساعدة في استعادة الأمن بعد احتجاجات عنيفة في مدينة منيابوليس بسبب وفاة جورج فلويد من أصل أفريقي شوهد في تسجيل مصور وهو يجاهد لالتقاط الأنفاس بينما جثم ضابط شرطة بركبته فوق عنقه.
السجون الامريكية الاكثر تجاوزا في المجال الحقوقي
التميز بحق السود لا يتوقف على جريمة أسبوعية فقط بالرغم أهمية الحدث ولكن تؤكد الدراسات الامريكية نفسها أن السجون الامريكية هي الأمكنة التي يتم فيها أكبر تجاوز لحقوق الإنسان في امريكا ويعامل موظفوا السجون المعتقلين معاملة مهينة ، خاصة السود والمهاجرين والنساء ، الذين يتعرضون لكثير من عمليات التعذيب وتؤكد الدراسات أيضاً أن السود الذين يمثلون 12% من سكان امريكا يشكلون 42% من المسجونين، وتعود هذه الفجوة الكبيرة الى السود هم الأكثر فقرا، كما أنهم الفئة الأكثر تعرضا للظلم في توزيع الناتج الوطني. وينعكس هذا التمييز العنصري على النظام القضائي، إذ يحكم السود والمهاجرون بعقوبات قصوى في الدعاوى التي يحاكمون بها.
وكانت شبكة ”سي أن أن“ الإخبارية قد كشفت أن انتهاكات حقوق الإنسان بما فيها عدد المعتقلين ووفاة النزلاء داخل السجون في الولايات المتحدة هي الأعلى بين الدول المتقدمة.
ونقلت الشبكة عن مصادر قضائية وحقوقية قولها إن عدد حالات الوفاة داخل السجون في الولايات المتحدة بلغ 1384 خلال الفترة بين منتصف 2015 ومنتصف 2016 أي بنسبة 12 لكل 100 ألف سجين، مقارنة مع 13 في بريطانيا وبنسبة 2 لكل 100 ألف سجين، و21 في أستراليا بنسبة 5 لكل 100 ألف معتقل.
وقالت الشبكة الأمريكية في تقرير نشرته إن الشرطة قتلت حوالي 1000 شخص عام ٢٠٢٠ أي بنسبة 31 لكل 10 ملايين شخص، مقابل 11 قتيلا في ألمانيا بنسبة واحد لكل 10 ملايين شخص، و3 في بريطانيا بنسبة واحد لكل 10 ملايين شخص، و8 في أستراليا بنسبة 3 لكل 10 ملايين شخص، و6 في السويد بنسبة 6 لكل 10 ملايين شخص، وواحد في نيوزيلاندا بنسبة اثنين لكل 10 ملايين شخص.
وبالنسبة للمعتقلين، أفاد التقرير بأن عدد الأشخاص الذين ألقت الشرطة الأمريكية القبض عليهم بلغ 3 لكل 100 ألف شخص في حين بلغ العدد واحدا لكل 100 ألف شخص في بريطانيا واثنين لكل 100 ألف شخص في أستراليا.
وأوضح التقرير أن عدد السجناء في الولايات المتحدة هو الأعلى في العالم، إذ بلغ 655 سجينا لكل 100 ألف شخص عام 2018، مقارنة مع 140 في بريطانيا، و114 في كندا، و100 في فرنسا، و98 في إيطاليا، و75 في ألمانيا، و41 في اليابان، لكل 100 ألف شخص.
ونقلت الشبكة عن تقارير حقوقية، استخدام الشرطة الأمريكية العنف ضد ذوي البشرة السمراء بمعدل 4 مرات أكثر من استخدامها العنف مع البيض، وأن عدد السود الذين تعرضوا لعنف الشرطة بلغ 273 لكل 100 ألف شخص في تلك الفترة مقابل 76 شخصا أبيض لكل 100 ألف.
التعذيب والعنف في امريكا نمط للتعامل واسلوب حياة
وفي سياق متصل يشير المتخصصون في هذا المجال أن التعذيب والعنف داخل أمريكا أصبح "نمط تعامل" و ليس مجرد ممارسة عشوائية، فالممارسات اللا إنسانية المطبقة في السجون تطبق في الشوارع على الفقراء والسود والمهاجرين. ولا ينجو الأطفال من تلك السياسة اللانسانية، حيث تكشف الدراسة عن تعرض الأطفال لانتهاكات خطيرة لحقوقهم، حيث يتعرضون للتعذيبالاعتقال.
جرائم الكراهية والعنصرية تؤرق الشارع الأمريكي
وأظهرت دراسات حقوقية أيضاً أن الشبان الذين ينتمون إلى الأقليات الإثنية، وخاصة الامريكيين من أصل أفريقي، معرضون بشكل أكبر لأن يسجنوا و يقضوا فترات أطول في السجن من الشبان البيض الذين توجه إليهم تهم بارتكاب جرائم مشابهة. وعلى مدى السنوات الماضية ومنذ استقلال امريكا، لم تنطفىء نار العنصرية وظلت تتحرك تحت الرمال
ليست هناك تعليقات