من ملفات طيور الظل
اين اختفى جثمان الملك
(واقعة حقيقية مثيرة للدهشة )
في يوم 31 مايو عام 1954 - سقارة.. الجيزة
- مضى عامان من العمل المتواصل من الفريق الأثري المصري. كان زكريا غنيم الأثري المعروف يقود فريق العمل لعمل حفائر في منطقة سقاره حيث عثر على هرم نُسب للملك سخم-خت من الأسرة الثالثة ..
واستطاعوا الدخول إليه، وبعد عمل متواصل طيلة أشهر .. كان قد اقترب جدا من الهدف .. غرفة الملك ..
كانوا في تلك اللحظة من ذلك اليوم الحار .. وبحماسه بالغة يفتحون الجدار الحجري الثالث الذي يصل سمكه لـ3 أمتار .. كاشفا عن غرفة كبيرة..
زحف غنيم على بطنه حاملا كشافه ثم رفعه ليضيء المكان على المشهد المنتظر
ففي وسط الغرفة كان يقبع تابوت رائع مائل للأصفرار من الألابستر النقي . تبادر إلى ذهنه فورا السؤال البديهي : هل التابوت سليم ؟ !..
لم ينتظر واندفع يتحسس التابوت ويختبر حوافه، لقد كان تابوتا فريدا في تصميمه، إذ لم يكن الغطاء فوق التابوت كعادة كل توابيت الأهرام، بل كان هذه المره في جانبه ، وكم كانت فرحته عارمة حين وجده مغلقا بإحكام تام وبلا أي كسور أو محاولات سابقة لفتحه،،
عثروا كذلك على بقايا من أوراق الشجر الجافة واعتبروها جزء من الاكليل الجنائزي، جعلهم متيقنين أن تلك بالفعل هي غرفة الدفن الملكي
تتابع دخول العمال إلى الغرفة الملكية تغمرهم السعادة.. كانت لحظة فريدة على الجميع، إذ أن هذه هي السابقة الأولى من نوعها التي يُعثر فيها على تابوت كامل لم يُمس في أحد الأهرامات، معنى ذلك أن الجثمان الملكي في الداخل، ظل مع عماله يرقصون حول التابوت ويبكون فرحا ..
قرر زكريا غنيم أن لحظة فتح التابوت الملكي لن تكون الآن، لكنها ستكون بعد أسابيع أمام كبار الحضور وعدسات التصوير ..
وقد طار الخبر الذي أبرزته الصحف العالمية، وأصبح هناك حالة ترقب لما يمكن أن يحويه التابوت
مضت 4 أسابيع منذ العثور على التابوت، وحان اليوم المنتظر لفتحه.يوم 26 يونيو 1954 كان رئيس هيئة الآثار، وكبار الموظفين والأثريين،ومجموعة كبيرة من عمال الحفر على عمق 40 مترا من سطح الأرض يقفون في غرفة التابوت استعدادا لفتحه...
3 سنوات من العمل الدؤوب، وحانت لحظة الكشف الأهم ، أعطى الأمر بالبدء في عملية الفتح، وطيلة ساعتين، كان العمال يعملون بأقصى طاقتهم، لإزالة طبقة الملاط التي تلصق الغطاء الجانبي بدأت تلك الطبقة تسقط وبدأ الغطاء الثقيل يتحرك..
كان يزن حوالي 200 كجم واستطاع 6 عمال القيام برفعه مسافة صغيرة جدا لكنها كافية لإظهار جزء من داخل التابوت، جلس غنيم على ركبتيه ناظرا إلى داخل التابوت في لهفة ليرى المومياء الملكية ..لكن ..ولشدة صدمته كان التابوت فارغا !!!
وقف مذهولا، وظل ينظر إلى التابوت في صمت تام .. صمت كذلك كل من في الغرفة .. لم يصدق، التقط كشافا أقوى وعاود النظر مرة أخرى .. كان داخل التابوت واضحا تماما له .. وهذه المره كان فارغا أيضا .
هل سُرق التابوت ؟! لكن ما لبث أن نفض عن ذهنه تلك الفكرة واصفا إياها بالسخيفة غير المنطقية ،،
فلماذا سيهتم اللص بعد سرقة المومياء ببناء 3 جدران وإغلاق التابوت بهذا الإحكام ؟
هل يمكن أن يكون الملك قد أعد تلك الغرفة، ثم دفن في مكان آخر ؟ .. ثم ما لبث أن تراجع عن تلك الفكرة أيضا ..
إذا أنه من غير المعقول أن يقوموا بإغلاق التابوت ولصقه، حتى أنه يستغرق ساعتين لفتحه، إذ لم يكن هناك ملكا بداخله ..
بخطى متثاقلة محبطة .. خرج من الهرم .. كانت الأفكار تعصف بذهنه .. هناك تفسير لا ريب .. لكن ما هو ؟
طار الخبر إلى الصحف العالمية التي وضعت عناوين على غرار : "فشل الفرعون" ..وصحيفة أخرى قالت "بعد أن حفروا 3 أعوام عثروا على لا شيء "
حضر بعدها إلى الهرم جمال عبد الناصر مع رجاله، الذي كان رئيس الوزراء في ذلك الوقت، ونزل إلى غرفة الدفن، وقام بتشجيع غنيم والتخفيف عن صدمته ..
انتهت الواقعة .. كما حكاها د. زكريا غنيم في كتابه *
لكن ترك السؤال مفتوحا .. و لم يجد إجابة على سؤاله ...
أين اختفى جثمان الملك ؟
النقطة الآن .. ليس من المنطقي أن يقوم القدماء بوضع اللاشيء في التابوت .. ثم اغلاقه باحكام ..!
إن هرم سخم خت .. والذي يعرف كذلك بهرم زكريا غنيم ليس استثناء ..فمن بين جميع الأهرامات المصرية .. التي تزيد عن 120 هرما .. لم يُعثر في أي هرم - ولا حتى في مرة واحدة – على مومياء واحدة أصلية ! **
كانت الحجة الركيكة دائما أن جميع التوابيت فُتحت وسرقت .. لكن أمامنا حالة سليمة ..ومع ذلك ليس فيها أي جثامين ..
إن الأهرامات لم تكن أبدا مقابر !
لا ريب أن الصانعين قد وضعوا شيئا ما داخل الصندوق – الذي نسميه تابوت – وأغلقوه باحكام .. وأن ذلك الشيء الهام الحيوي - والذي في أغلب ظني يغلب عليه الطبيعة الكيميائية قد تحلل مع مرور الوقت حتى أنه تلاشي تماما مع مرور ألاف السنين
سيبقى هذا لغزا آخر ..
ما الذي كان يحويه الصندوق!!؟
المصادر
1. كتاب د. زكريا غنيم – الهرم الدفين ..المترجم عن كتابه بالانجليزية The Lost Pyramid
2. عبارة أكدها مارك لينر ود.حواس في عدة كتب ولقاءات
نحن أمة مصـــــــــــــــــــــر
كانت مصـــــــــــــــــــــر .. ثم جاء التاريخ
من ملفات طيور الظل
Reviewed by سحر الشريف
on
ديسمبر 07, 2020
Rating:
ليست هناك تعليقات